عبدالرحمن&اميرالظلام مشرف
عدد المساهمات : 951 تاريخ التسجيل : 23/09/2011
| موضوع: وسائل إزالة الغموم والهموم وضيق الصدور، ووصايا لبناء الشخصية والثقة في النفس الأربعاء يناير 25, 2012 10:37 am | |
| <BLOCKQUOTE class="postcontent restore "> السؤال : نشأت في بيئة محطمة ، بين والداي ، حيث كبرت ولم يعطوني من حنان الوالدين شيئا ، وأسلوبهم بالتربية معي كان قاسيا ومحطما ، والآن ليس لدي طموح ، وأشعر بضيقة صدر غالبا ، والتفاؤل عندي ضعيف جدا ، وكلما حاولت أن أبني لي طموحا ، وأتفاءل يتراجع وينهدم ، فكيف أبني في التفاؤل وأثبته كي لا يتراجع ؟ وكيف أعيد الثقة في نفسي ؟ وكيف أذهب عني ضيقة الصدر التي أعاني منها كثيرا ، مع العلم أني حافظ لكتاب الله ؟ فكيف أوظف هذا الحفظ لأبني نفسي ؟ .
الجواب : الحمد لله
أولا : نسأل الله تعالى أن يفرج كربك ، وأن يمتعك متاعا حسنا ، وأن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان . وبما أنك من حفظة كتاب الله تعالى فإن الخطب سهل ، وأنت تملك مفتاح حلول مشكلات العالم بأسره ، ولن يعجزك حل ما أنت فيه من كرب ، وجلاء ما بك من هم . وسيكون حديثنا معك في مسألتين : الأولى : علاج الهموم ، وضيق الصدر ، والثانية : بناء التفاؤل ، والثقة بالنفس .
ثانيا : أما علاج ضيق الصدر ، وإزالة الغموم والهموم فلا حل لهذه المعاناة إلا باللجوء إلى الأدوية الربانية الشرعية ، ولا يزال المسلم يبتلى من ربه تعالى بالهم ، والغم ، والحزن ، والمؤمن العاقل هو من يعلم أن في هذا التقدير أحد أمرين :
الأول : أن يكون ذلك عقوبة على معاص يرتكبها ، وآثام يفعلها ، وإنما يقدر الله تعالى عليه ذلك حتى يرجع ، ويتوب ، ويدع ما هو فيه من فعل للسيئات ، وترك للواجبات . والثاني : أن يكون ذلك ابتلاء لرفع الدرجات ، وتكفير السيئات ، وليس أمام المؤمن ما يفعله هنا إلا الصبر ، والاحتساب ، والحرص على إزالة تلك الهموم والغموم بمزيد من الطاعة ، وكثير من العمل الصالح .
ولن نطيل معك في هذا الباب ، فقد ذكر الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله وسائل كثيرة يمكن للمؤمن أن يستعين بها لحياة قلب سعيدة ، وسعادة نفس فسيحة ، وقد جمع الشيخ رحمه الله هذه الوسائل في رسالة لطيفة سماها " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة " ، وقد قال في مقدمتها :
" فإن راحة القلب ، وطمأنينته ، وسروره ، وزوال همومه ، وغمومه : هو المطلب لكل أحد ، وبه تحصل الحياة الطيبة ، ويتم السرور ، والابتهاج ، ولذلك أسباب دينية ، وأسباب طبيعية ، وأسباب عملية ، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين ، وأما من سواهم : فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب ، يجاهد عقلاؤهم عليه : فاتتهم من وجوه أنفع ، وأثبت ، وأحسن حالا ، ومآلا .
ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الأسباب لهذا المطلب الأعلى ، الذي يسعى له كل أحد . فمنهم من أصاب كثيرا منها فعاش عيشة هنيئة ، وحيى حياة طيبة ، ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء ، وحيي حياة التعساء ، ومنهم من هو بين بين ، بحسب ما وفق له ، والله الموفق ، المستعان به على كل خير ، وعلى دفع كل شر " </BLOCKQUOTE> | |
|