يا عباد الله إتقوا الله
حقيقة الإيمان :
الايمان مركبة من قول وعمل والقول قسمان : قول القلب وهو الاعتقاد وقول
اللسان وهوالتكلم بكلمة الإسلام والعمل قسمان : عمل القلب وهو نيته وإخلاصه
وعمل الجوارح
فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله وإذا زال تصديق القلب
تفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب من حقائق الإيمان، وتكفير العمل للسيئات بحسب كماله ونقصانه
فتفاضل الأعمال عند الله تعالى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها
وهذا العمل الكامل هو الذي يكفر السيئات تكفيراً كاملاً، والناقص بحسبه
والقلوب ثلاثة : قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح
الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذ بيتاً ووطناً وتحكم فيه بما
يريد وتمكن منه غاية التمكن
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور
الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الاهوية، فللشيطان
هنالك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع، فالحرب دول وسجال
وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة ، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر، ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر
ومنهم من هو تارة وتارة
القلب الثالث قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان ، وانقشعت عنه حجب
الشهوات، وأقلعت عنه تلك الظلمات ، فلنوره في صدره إشراق ، ولذلك الإشراق
إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به ، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو
دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق
اسال الله المرجو الإجابة أن
يتولاكم في الدنيا والآخرة ، وأن يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ، وأن
يجعلكم ممن إذا أنعم عليه شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر
فإن
هذه الأمور الثلاثة عنوان سعادة العبد، وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه، ولا
ينفك عبد عنها أبداً فإن العبد دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث[/size]
[/size]