اضواء الخير مشرفه عامه
عدد المساهمات : 2051 تاريخ التسجيل : 22/10/2011
| موضوع: قصص قصيره عن الشيخ ابن باز الجمعة أكتوبر 28, 2011 8:35 pm | |
| قصص من حياة الشيخ عبد العزيز ابن باز
رحمه الله
******************
1
ركب أحد طلبة العلم مع الشيخ الألباني رحمه الله في سيارته و كان الشيخ يسرع في السير . فقال له الطالب : خفف يا شيخ فإن الشيخ ابن باز يرى أن تجاوز السرعة إلقاء بالنفس إلى التهلكة . فقال الشيخ الألباني رحمه الله : هذه فتوى من لم يجرب فن القيادة . فقال الطالب : هل أخبر الشيخ ابن باز . قال الألباني : أخبره . فلما حدث الطالب الشيخ ابن باز رحمه الله بما قال الشيخ الألباني ضحك>>> وقال : قل له هذه فتوى من لم يجرب دفع الديات !!. (ترجمة السدحان للشيخ ابن باز ).
2
إذا جاء أحد إلى الشيخ في بيته، قال له ـ أي الشيخ ـ : العشاء معنا، فإذا قال أنا يا شيخ لا أستطيع، قال: أنت تخاف من زوجتك ؟! تعشى معنا .
3
زوج حفيدة الشيخ جاء إليه وقال : يا شيخ نريدك تأتي إلى بيتـنا، ونستضيفك . قال الشيخ : لا مانع، إذا تزوجت مرة ثانية نأتي إلى الوليمة إن شاء الله تعالى . فذهب هذا وأخبر حفيدة الشيخ ، وقال الشيخ يقول نأتي إليكم إذا تزوجت . فأخذت الهاتف وتكلمت مع جدها الشيخ وقالت : كيف يا شيخ …؟ فقال : نحن نمزح معه، لا نريده يتـزوج ، نأتي بغير زواج .
4
الشيخ إذا جلس يسجل نورٌ على الدرب، يخلع شماغه وطاقيته، ويقول : من يحمل الأمانة ؟ فإن قال أحد الجالسين : أنا، قال : خذ.
5
في أحد المرات كان عنده أحد الأخوة وكان الشيخ يريد أن يسجل " نورٌ على الدرب" ، وكان الشيخ يريد هذا أن يخرج ، لكن بأدب ، فقال: يا هذا نحن نريد أن نسجل حلقتين متواصلات وأظن يطول عليك، قال: لا إن شاء الله أجلس وأستـفيد، قال الشيخ : أخاف تكـح ، تعرف التسجيل ما فيه كح ولا شيء، قال: لا إن شاء الله ما فيني كحة، قال الشيخ : لا الكحة تجيك، قال : ففهمت وخرجت
6
أنه إذا أراد الوضوء من المغسلة ناول من بجانبه غترته أو مشلحه ثم قال ممازحاً مداعباً: هذه يا فلان على سبيل الأمانة، لا تطمع بها.
7
ومن ذلك أنه إذا قام من المكتبة متعباً من القراءة والمعاملات، ثم تناول العشاء_قال: سنعود إلى المكتبة مرة أخرى؛ لأننا ملأنا البنزين، وتزودنا بالوقود، أو يقول بعبارته: (عَبَّينا) بنزين، ويعني بذلك أنه نشط بعد تناول الطعام.
8
وكان مرهف الشعور؛ وبمجرد إحساسه أن أحداً ممن معه متضايق من أمر ما فإنه يلاطفه بما يشرح صدره، وينسيه همه؛ فربما قال لمن معه: ماذا عندك، ماذا ترغب، وربما قال له: ممازحاً: ما تريد الزواج، وإذا أُحْضِر الطعام قال لبعض جلاسه: تغدوا معنا، أو تعشوا؛ الذي لا يخاف_يعني من أهله_يتفضل معنا.
9
ومن هذا القبيل_أيضاً_أنه إذا سلم عليه أحد سأله عن اسمه، فإذا كان في الاسم غرابة أو معنى غريب أو حسن_داعب سماحتُه صاحب ذلك الاسم، فمن ذلك أن فضيلة الشيخ متعب الطيار إذا سلم على سماحة الشيخ قال له سماحته: من ؟ فيقول متعب الطيار، فيقول: متعب من ؟ فيقول: متعب أعداء الله، فيقول سماحته: نعم، نعم.
10
وذات مرة جاءه مطلِّق فقال له: ما اسمك ؟ قال: ذيب، قال: وما اسم زوجتك قال: ذيبة؛ فقال سماحته مداعباً: أسأل الله العافية ! أنت ذيب، وهي ذيبة، كيف يعيش بينكما أولاد ؟
11
وذات يوم كان أحد الإخوة يقرأ، وفي أثناء قراءته تردد في كلمة ولم يفصح عنها، أي لم يستطع أن يقرأها. وكان ضمن الحاضرين في المجلس الشيخ د. عبدالله بن محمد المُجَلِّي فقال سماحة الشيخ: أعطها ابن مُجلِّي؛ لعله يجلِّيها.
12
ومما يحضرني_أيضاً_أن سماحته كان كثيراً ما يمازح الشيخ عبدالرحمن بن حمد بن دايل، والشيخ عبدالرحمن_حفظه الله_من قدامى كتاب سماحة الشيخ وممن له باع طويل في تحرير قضايا الطلاق، وهو معروف بسرعة إنجاز الأعمال، وضبطها، وكان مع سماحة الشيخ في المدينة، وهو المسؤول عن الأوراق التي ترد إلى بيت سماحته وروداً وصدوراً، وكان يعمل مع سماحته جل أوقاته، وهو محبٌّ للخير، وذو همة عالية، وإتقان للعمل_كما مر ذكره_. وكان يُعِدُّ الفتاوى على معاملات الطلاق، باسم سماحة الشيخ، ويندر أن يجد سماحته فيها نقصاً، أو خطأً. وهو لا يرافق سماحة الشيخ إذا سافر إلى مكة أو الطائف، بل يمكث في الرياض يستقبل معاملات الطلاق التي ترد إلى مكتب الرياض، ويعد عليها، ثم يرسلها إلى سماحته في مكة أو الطائف. وفي بعض الأحيان يرسل ثلاثين معاملة أو أربعين، أو أكثر أو أقل، وتوزع بين الموظفين لقراءتها؛ فإذا جاء وقت عرضها قال سماحة الشيخ: أبو حمد ضابط لعمله، ثم قال: ممازحاً، ولو، نختبر أبا حمد، اقرؤا ماكتبه، فإذا قرؤوه وإذا هو في غاية الضبط والإتقان.
13
وكان الشيخ عبدالرحمن يتصل بسماحة الشيخ، أو يقابله، ويبدأ بسرد الأعمال، وقراءة القضايا بكل نشاط وهمة، فإذا رآه سماحة الشيخ هكذا قال: يا أبا حمد! ألا تريد أن تتزوج ؟ فيقول الشيخ عبدالرحمن: يا سماحة الشيخ أنا في وادٍ وأنت في وادٍ، أين أنا والزواج، فيقول سماحة الشيخ مداعباً: وسع صدرك، وسع صدرك.
14
ويقول الشيخ عبدالرحمن بن دايل: إذا أجريت اللازم على معاملة ما، ثم قرأتها على سماحته، وأعجبه ما قرىء عليه، قال: قالون، قالون، يعني: جيد؛ بالفارسية.
16
ومن النماذج على دعابة سماحة الشيخ أنه كان قبل وفاته بعام واحد مدعواً عندي، بمناسبة سكناي بيتي الجديد، وكان المجلس مليئاً بالمشايخ وطلاب العلم، وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز×وصاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين، وصاحب الفضيلة الشيخ عبدالله الفنتوخ، وصاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز السدحان وجمع من المشايخ من الزلفي. وكان سماحة الشيخ يعمر المجلس بالفوائد، والإجابة على الأسئلة، وحصل أنَّ حديثاً طويلاً دار حول الرقية، وتلبس الجني بالأنسي. ومما دار في ذلك المجلس أن الشيخ عبدالعزيز السدحان ذكر أنه ورد في ترجمة أحمد بن نصر الخزاعي أنه رقى رجلاً فيه مس من الجن، فتكلمت على لسانه جنية، فقالت لأحمد بن نصر: يا شيخ لن أخرج من هذا الرجل حتى يدع القول بخلق القرآن. فتبسم سماحته وقال: ما شاء الله، هذه جنية سنية، هذه من أهل السنة والجماعة.
17
وأحياناً يطرح سماحته سؤالاً نحوياً والمجلس مليء بالدكاترة، والجُلَّة من أهل العلم، فيقول: على أي شيء نصبت الكلمة الفلانية ؟ فإذا لم يجب أحد أجاب، كأن يقول: نصبت على الاشتغال، أو على غير ذلك. وكثيراً ما كان يصوب الكلمات الدارجة التي يسمعها من بعض القراء، وكثيراً ما كان يصوب بعض الأساليب التي يسمعها من بعض الخطباء أو المتحدثين. ومن الأمثلة على تصويباته ما يلي: 1_ كلمة: طبيعي، يقول: الصواب: طبعي. 2_ بديهي، يقول: الصواب: بَدَهِّي. 3_ دُرْبة، يقول: الصواب: دَرَبََة 4_ موجِب، يقول: الصواب: موجَب، كأن يقال للعمل بموجَبه، وقد يكون الصواب بكسر الجيم حسب السياق؛ لأن الموجِب هو السبب، والموجَب هو المُسَبَّب. 5_ كِلى، يقول: الصواب: كُلَى جمع كُلْية. 6_ جَلاء الأفهام يقول: الصواب: جِلاء الأفهام. 7_ المعجم المُفهرَس يقول: الصواب: المعجم المُفَهْرِس بكسر الراء لا بفتحها، فيكون اسم فاعل لا اسم مفعول. 8_ ذي الحَجَّة بفتح الحاء، وذي القِعدة بكسر القاف يقول الصواب العكس: ذي الحِجَّة بكسر الحاء، وذي القَعدة بفتح القاف. 9_ ويقول في نهاية مكاتباته بعد الدعاء: إنه سميع قريب ويقول: إن هذا الأسلوب أولى من سميع مجيب 10_ إذا سمع أحداً يقول: كلما كان كذا كلما كان كذا قال: الصحيح أن يقول: كلما كان كذا كان كذا؛ فلا مسوغ لتكرار كلما، قال_تعالى_:[كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا] النساء: 91. 11_ كان لا يجمع بين: حفظه الله من كل سوء ومكروه، بل يقول يُكْتَفى بواحدة، فإما أن يقال: من كل سوء، أو من كل مكروه.
18
قال علي بن عبد الله ألدربي : من القصص التي وقفت عليها وتأثرت منها جدا هي أنه قام أربعة رجال من إحدى الهيئات الإغاثة في المملكة بالذهاب إلى أدغال أفريقيا لتوزيع المعونات من قبل هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية .. وبعد مسير أربع ساعات على الأقدام وبعد أن أضناهم السير مرَّوا على عجوز في خيمة فسلموا عليها وأعطوها بعض المعونات فقالت لهم : من أي بلاد أنتم فقالوا : نحن من المملكة العربية السعودية .. فقالت : بلغوا سلامي للشيخ بن باز . فقالوا : يرحمكِ الله وما يدري ابن باز عنك في هذه الأماكن البعيدة . فقالت : والله إنه يرسل لي في كل شهر ألف ريال بعد أن أرسلت له رسالة أطلبه المساعدة والعون بعد الله عز و جل . ( جريدة المدينة عدد : 13182) .
19
قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن جلال : ذهبنا كعادتنا وسلمنا على الشيخ في المسجد في المغرب وطلب مني وإخواني أن نجلس بعد المغرب في المجلس العام وقال : وبعد العشاء لابد من العشاء والجلوس قلت : طيب هذه روضتي وعندما قارب أذان العشاء قمت أتوضأ ومررت بالمكتب ..
فقال لي أحد كتابه وأظنه محمد بن موسى : جئتم اليوم والشيخ مشغول عنكم لا يمكن أن تجلسوا معه بعد العشاء فقلت : عساه خير إن شاء الله ماذا عند الشيخ قال : عنده زواج ابنته الليلة ..
قلت : خير إن شاء الله بدل الليلة ليلة أخرى وذهبت وجلست بجانب الشيخ وبعد ما أذن وقام الشيخ قبلت رأسه وقلت : أستودعك الله واسمح لنا سمعت أنكم مشغولون الليلة وبدل الليلة ليلة أخرى قال : أبدا عندنا زواج البنت والوفود الآتين عندهم الأولاد أما أنتم فأنا وإياكم بعد العشاء على العادة ..
وفعلا صلينا العشاء ورجعنا ودخل بنا في المكتبة وجلسنا معه وضيوفه عند أبنائه في المجلس وجلسنا حتى جاء موعد العشاء فجاءه ابنه عبد الله وقال يا أبي العشاء زاهب فقال : قوموا تفضلوا وذهبنا وتعشينا مع ضيوفه وكان الزواج مختصرا وبعد العشاء قال : تفضلوا وجلسنا معه في المكتبة مرة أخرى والزوج ومن معه قابلهم أولاد الشيخ وأدخلوهم على بنت الشيخ وانتهوا .
20
قام الشاعر الدكتور الشيخ الفاضل/ محمد تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ وهو من علمتم إمامته في هذا الفن، كتب قصيدة لا يمدح فيها الشيخ فحسب، وإنما يمدح فيها آل باز عموماً .
كتب هذه القصيدة الطويلة، فلما اطلع الشيخ ـ رحمه الله ـ على القصيدة كتب ردّاً عليها فقال رحمه الله: ( قد اطلعت على قصيدة نشرت في العدد التاسع من مجلة الجامعة الإسلامية في الهند لفضيلة الدكتور تقي الدين الهلالي، وقد كـدّرتنـي كثيراً، وأسفت أن تصدر من مثله، وذلك لما تضمنته من الغلو في المدح لـي ولعموم قبيلتـي، .. إلى أن قال رحمه الله: وإنني أنصح فضيلته من العود إلى مثل ذلك وأن يستغفر الله مما صدر منه ) ... إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى .
21
كتب أحد طلبة العلم قصيدة في مدح هذا الإمام ، فلما قرأها الأخ : فهد البكران ( من مجلة الدعوة ) على فضيلة الشيخ ، قال الشيخ : هل تريدون نشرها في مجلة الدعوة ؟
قال فهد : إذا أذنتم بذلك يا سماحة الشيخ .
فقال الشيخ : لا لا لا ، مزقها، مزقها .
يقول فهد : ثم إن الشيخ توجه بوجهه إلى الوجهة الأخرى ـ يعني صرف نظره عن فهد ـ وقال : ـ أي الشيخ ـ وهو يستغفر ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، وتغـيّـر وجهه.
22
في عام 1415هـ خصصت جريدة المدينة ملحق الأربعاء للحديث عن سماحة الشيخ ، وأعد الملحق ، وجهّـز للطبع، واستوفيت المعلومات . لكن ما أن علم سماحة الإمام بذلك حتى منع من إخراج الملحق وأصرّ وأخبر أن العبد بحاجة إلى الإخلاص والكتمان ولعل الله سبحانه وتعالى أن يقبله والحالة هذه ، فاستجابت الجريدة ومنع طبع هذا الملحق عن سماحته رحمه الله تعالى
23
جاءت رسالة من الفلبين لسماحة الشيخ: فإذا فيه امرأة تقول أن زوجي مسلم أخذوه النصارى فألقوه في بئر، فأصبح أطفالي يتامى، وأصبحت أرملة وليس لي أحد بعد الله جل وعلا. وسألت من يمكن أن اكتب له في الأرض ؟
قالوا لا يوجد إلا الشيخ عبد العزيز أبن باز، فآمل أن تساعدني. كتب عليها الشيخ للجهات المسؤولة في دار الإفتاء لمساعدتها، فجاءته إجابة أن يا سماحة الشيخ لا يوجد بند من البنود عندنا لمساعدة امرأة وضع زوجها في البئر، فالبنود المالية محددة، فيقول الشيخ لكاتبه، أكتب مع التحية لأمين الصندوق أن أخصم من راتبي عشرة آلاف ريال وأرسله إلى هذه المرأة.
24
جاء شباب من أحد الدول إلى صاحب الفضيلة محمد الصالح العثيمين رحمه الله وقالوا : يا شيخ نريد منك اتصالا هاتفيا تلقي من خلاله محاضرة وإذ بالشيخ محمد يفعل ذلك ثم يبتلى أولئك النفر الذين كانوا سببا في هذه المحاضرة يبتلوا بأن يسجنوا ..
فقال الشيخ محمد لأحد طلابه الذين هم من تلك الدولة : فلان سلم على الشيخ ابن باز ( رحم الله الجميع ) وقل له : يسلم عليك محمد العثيمين ويقول لك : يا شيخ كلم الشيخ فلان في الدولة الفلانية عن الشباب فقد حصل كذا وكذا .
فجاء هذا الشاب من القصيم إلى الرياض وقال : أحسن الله إليك يا شيخ عبد العزيز يسلم عليك الشيخ محمد العثيمين ويقول : لعلك تشفع عند الشيخ فلان يكلم المسئولين في تلك الدولة لعلهم أن يخرجوا فلان وفلان وفلان الذين سجنوا الآن .
فقال الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى : ما عندي مانع أكتب ولكن أخشى عليهم أن يزيد أمرهم بلاء وأن يكثر عليهم الهم والغم وأن تكبر المسألة قال : فما العمل يا شيخ ؟
قال الشيخ : هذه سنة الله للدعاة كما كانت للأنبياء من قبل عليهم الصلاة والسلام لكن الصبر والدعاء .
قال : أجل أحسن الله إليكم ادعوا الله لهم.
قال : فدعا الشيخ ابن باز لهم ثم دعا ثم دعا قال : فخرجت من مجلس الشيخ ابن باز واتصلت بتلك الدولة وأريد أن أقول أن الشيخ رحمه الله دعا لكم ..
قالوا : نبشرك نبشرك لا تكمل تراهم طلعوا الآن الآن قال : والله ما سكت الشيخ من الدعاء إلا وقد خرج أولئك الدعاة من السجن ..
25
كان يقول : ( عاهدت ُ الله – تعالى – منذ صغري أن لا أداهن فيما أراه حقا ً ، وأن أجهر به أمام الجميع ) ا.هـ
26
نساء ً – هداهن الله تعالى – قمن َ بعمل مظاهرة للدعوة لقيادة المرأة ، فلما بلغ الإمام ابن باز – رحمه الله تعالى – ذلك الخبر ، لجأ لربه – العظيم – تلك الليلة ، وانطرح بين يديه مصليا راكعا ً وساجدا ً داعيا ً ومبتهلا ً أن يكفي الرحيم ُ أهل هذه البلاد شر تلك الفعلة ،
فقام ليلته كاملة !! ، فلما أصبح بدأ بمكاتبة المسؤولين ، والاتصال بهم ؛ لإنكار ذلك المنكر ، ومحاولة إيقافه ،
27
عندما كنت معتكفا في بيت الله الحرام بالعشر الأواخر من رمضان وبعد صلاةالفجر نحضر كل يوم درس للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وسأل احد الطلاب الشيخ عن مسألة فيها شبهة وعن رأي ابن باز فيها فأجاب الشيخ السائل وأثنى على الشيخ ابن باز رحمهما الله جميعا.وبينما كنت استمع للدرس فإذا رجل بجانبي في اواخر الثلاثينات تقريبا عيناه تذرفان الدمع بشكل غزير وارتفع صوت نشيجةحتى أحس به الطلاب. وعندما فرغ الشيخ ابن عثيمين من درسه وأنفض المجلس ونظرت للشاب الذي كان بجواري يبكي فإذا هوفي حال حزينة ومعه المصحف فأقتربت منه اكثر ودفعني فضولي فسألته بعد ان سلمت عليه كيف حالك أخي.مايبكيك؟
فأجاب بلغة مكسره نوعا ما:جزاك الله خيرا وعاودت سؤاله مرة أخرى ما يبكيك أخي فقال بنبرة حزينة لا لاشي انما تذكرت ابن باز فبكيت.واتضح لي من حديثه انه من دولة باكستان او افغانستان وكان يرتدي الزي السعودي
وأردف قائلاً كانت لي مع الشيخ قصة وهي أنني كنت قبل عشر سنوات أعمل حارسا في احد مصانع البلك بمدينة الطائف وجاءتني رساله من باكستان بأن والدتي في حالة خطره ويلزم اجراء عملية لزرع كلية لها وتكلفةالعملية 7000 الاف ريال سعودي ولم يكن عندي سوى 1000 الف ريال ولم أجد يعطيني مالا فطلبت من المصنع سلفة ورفضوا.. فقالوا لي أن والدتي الآن في حال خطره واذا لم تجري العملية خلال اسبوع ربما تموت وحالتها في تدهور وكنت ابكي طوال اليوم فهذه أمي التي ربتني وسهرت علي.
وامام هذا الظرف القاسي قررت القفز بأحد المنازل المجاورة للمصنع الساعةالثانية ليلا وبعد قفزي لسور المنزل بلحظات لم اشعر الا برجال الشرطة يمسكون بي ويرمون بي بسيارتهم وأظلمت الدنيا بعدها في عيني.
وفجأة وقبل صلاةالفجر اذا برجال الشرطة يرجعونني لنفس المنزل الذي كنت انوي سرقة اسطوانات الغاز منه وأدخلوني للمجلس ثم انصرف رجال الشرطة فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال كل بسم الله.ولم أصدق ما أنا فيه.وعندما أذن الفجر قالو لي توضأ للصلاة وكنت وقتها بالمجلس خائفا اترقب.فإذا برجل كبير السن يقوده احد الشباب يدخل علي بالمجلس وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً: هل أكلت قلت له نعم وأمسك بيدي اليمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر وبعدها رأيت الرجل المسن الذي امسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد والتف حوله المصلين وكثير من الطلاب فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف!!!
يا آآآآالله ماذا فعلت؟سرقت منزل الشيخ ابن باز وكنت أعرفه بأسمه فقدكان مشهورا عندنا بباكستان.وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذنوني للمنزل مرةاخرى وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الأفطار بحضور كثيرمن الشباب وأجلسني الشيخ بجواره وأثناء الأكل قال لي الشيخ ما اسمك؟ قلت له مرتضى. قال لي لم سرقت فأخبرته بالقصة فقال حسنا سنعطيك 9000 الاف ريال قلت له المطلوب 7000 الاف قال الباقي مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة اخرى يا ولدي.فأخذت المال وشكرته ودعوت له.وسافرت لباكستان وأجرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله.وعدت بعد خمسة اشهر للسعودية وتوجهت للرياض ابحث عن الشيخ وذهبت اليه بمنزله فعرفته بنفسي وعرفني وسألني عن والدتي وأعطيته مبلغ 1500 ريال قال ما هذا؟قلت الباقي فقال هولك وقلت للشيخ ياشيخ لي طلب عندك فقال ما هو يا ولدي.قلت أريدك ان اعمل عندك خادما او اي شيء ارجوك ياشيخ لا ترد طلبي حفظك الله.فقال حسنا وبالفعل اصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله...
وقد أخبرني احد الشباب المقربين من الشيخ عن قصتي قائلاً:اتعرف انك عندما قفزت للمنزل كان الشيخ يصلي الليل وسمع صوتا في الحوش وضغط على الجرس الذي يستخدمة الشيخ لإيقاظ أهل بيته للصلوات المفروضة فقط.فأستيقضوا جميعا واستغربوا ذلك وأخبرهم أنه سمع صوتا فأبلغوا أحد الحراس واتصل على الشرطة وحضروا عل الفور وأمسكوا بك.وعندما علم الشيخ بذلك قال ما الخبر قالو له لص حاول السرقة وذهبوا به للشرطة فقال الشيخ وهوغاضب ( لا لا هاتوه الآن من الشرطة ؟ اكيد ما سرق الا هومحتاج )ثم حدث ما صار في القصة .قلت لصاحبي وقد بدت الشمس بالشروق هون عليك الأمة كلها بكت على فراقه. قم الآن بنا نصلي ركعتيين وندعوللشيخ رحمه الله ...
28
لما قرأ عليه الشيخ ابن قاسم في زاد المعاد قصة عائشة رضي الله عنها في الإفك الذي حصل لها، بكى الشيخ وانقطع الدرس بالبكاء .
عند قول أبي بكر - في حادثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، بكى الشيخ بكاء شديداً.
عند ذكر مآسي المسلمين كان يبكي، وإن كان على الطعام أو في الدرس، كان رحمه الله تعالى صاحب بكاء.
29
نشرت مجلة الدعوة فتوى لسماحة الشيخ ، لكن وقع فيها خطأ، فقد صُدِّرالجواب بِـ : أن في المذهب كذا وكذا ( وهذه ليست من ألفاظ الشيخ ) . فدعى الشيخكاتب الفتوى، وقال له: اقرأ علي! فقرأ عليه وإذا فيها: في المذهب كذا وكذا، قالالشيخ : نحن لا نقول جاء في المذهب كذا وكذا!! نحن نقول قال الله وقال رسوله صلىالله عليه وسلم .
30
سأله أحد طلبة العلم : يا شيخ أنتم دائماً تكثرونالقراءة في كتب الحديث وتعتـنون بالحديث، فقال رحمه الله: وهل العلم إلا الحديث! هلالعلم إلا الحديث!! يا فلانالتقليد ليس بعلم! التقليد ليس بعلم!!
31قرر الشيخ ـ رحمه الله ـ في درس نكاح الكتابيات بشرطه، فقال بعض الطلبةالذين في الدرس: يا شيخ بعض الصحابة كان ينهى عن ذلك ! فالتـفت الشيخ إليه وقداحمرّ وجهه وقال: هل قول الصحابي يضاد الكتاب والسنة؟!! ليس لأحد قول بعد كلام اللهوكلام رسوله صلى الله عليه وسلم .
32لما صنف أحدهم كتاباً عن إعفاءاللحية، وذكر فيه مذهب أبي هريرة ومذهب ابن عمر وغيرهم من الصحابة ـ رضي الله عنهمـ في جواز أخذ ما زاد عن القبضة .فعلق عليه سماحة الإمام ـ رحمه الله ـ وقال: وإنكان هذا رأي لأبي هريرة وابن عمر إلا أن المقدم هو قول الله وقول رسوله وفعل رسولالله صلى الله عليه وسلم ، فلا قول لأبي هريرة و لابن عمر مع قول رسول الله صلىالله عليه وسلم .
33
ألقى الشيخ محاضرة، فقيل له في المحاضرة: إن الشيخ فلان يقول عنك إنك مبتدع ، فقال الشيخ ـ رحمه الله ـ : هو مجتهد هو مجتهد، السؤال الذي بعده . ما زاد على ذلك رحمه الله
34
الشيخ رحمه الله عنده ذاكرة قوية، فإذا سلمت عليه وقد سلمت عليه قبل سنوات عرفك.
حدثني أحدهم ، يقول : سلمت عليه بعد خمسة عشر سنة، فأخبرني باسمي !!
35
لكن أعجب أنه يحفظ الجزء والصفحة !! ويصحح الكتب من حفظه رحمه الله ، بل وأعجب من ذلك في مقام العلم والعلماء .
الإمام الشيخ الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ هو شيخ الشيخ ابن باز، كان إماماً لا يضاهى في حفظه، وكان الشيخ عبد العزيز يحضر عنده في المحاضرات، ويتعجب لسرعته في إلقاءه، فكان الشيخ في أحد الأشرطة يقول : ما شاء الله .. ما شاء الله .
36
الشالشيخ الشنقيطي كان يبحث من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الضحى عن حديث ذكر ابن كثير في تفسيره أنه في سنن أبي داود، ويبحث في سنن أبي داود وما وجده، يقول الشيخ الشنقيطي: أنا لا أتهم ابن كثير، لكني لم أجده ، قال : وأنا أبحث فإذا الباب يطرق، فقمت وفتحت الباب، فإذا الشيخ عبد العزيز جاء يسلم ، وهو عند الباب لم يدخل قال : يا شيخ عبد العزيز إن ابن كثير ذكر أن حديث كذا في سنن أبي داود، وأنا من الفجر أبحث ولم أجده, أين هو؟ قال الشيخ ابن باز: هو موجود .. هو موجود، في كتاب كذا في صفحة كذا، فقال : الآن تفضل يا شيخ .
37
يحدث الشيخ عن موقف تربوي عجيب حصل له في شبابه في أول طلبه للعلم رحمه الله تعالى - وهذا له ميزة أنه من كلام الشيخ نفسه- يقول رحمه الله تعالى: ( قصة حصلت لي لا أزال متأثراً بها إلى اليوم ، حدثت أيام شبابي، فقد كنت من المحافظين على الصف الأول في الصلاة , وفي يوم من الأيام تأخرت عن الحضور مبكراً لسبب القراءة في بعض الكتب لبعض المسائل الهامة التي شغلتني عن الصلاة ، فلم أدرك الصف الأول وفاتني بعض الشيء من الصلاة، وحينما سلم الإمام، وهو قاضي الرياض الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ، وكان أحد مشائخي رحمه الله ، حينما رآني أصلي في طرف الصف، وقد فاتـني شيء من الصلاة، تأثر لذلك كثيراً، فحمد الله وأثنى عليه ثم بدأ يتكلم وقال : بعض الناس يجلس في سواليف ومشاغل حتى تفوته الصلاة ، ـ يقول سماحته ـ فعرفت أنه يعنيني بذلك الكلام ، فلم أتأخر بعدها أبداً، وذلك الموقف الذي حصل لي لن أنساه أبداً ).
38
حدّث عنه الشيخ : محمد ابن باز ـ أخوه الأكبرـ ، حدّث بأن أخاه وشقيقه سماحة الإمام عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ كان يطلب من والدتهم أن تزيد في الغداء والعشاء، ثم يأخذه معه لطلبة العلم . فيقول أخوه محمد : قلنا له لماذا تقوم بذلك باستمرار ؟ دائماً أنت تطلب من الوالدة أن تزيد في الغداء والعشاء وأنت تعرف حالنا .. حال ضعيفة وفقراء!! يقول: كان الشيخ يقول لنا إن الله كريم وسيبسط لنا في الرزق .
39
هناك قريب للشيخ، اسمه: سعد بن حسين، هذا يقول الشيخ عنه إنه يكبرني بعشر سنوات، ويقول ـ أي سعد ـ : أن الشيخ كان يحضر درس الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم، فإذا انصرف من الدرس وهو في الطريق يأخذ معه من لقي، من طلبة العلم، والغرباء، والفقراء، والمساكين، ثم يذهب بهم إلى البيت، وما وجد قدمه لهم . هذا وهو في أول الطلب!!
40
جاء رجل وسلم عليه، وكان الرجل من أهل أفريقيا، وغريب، فقال له الشيخ : تجلس عندنا، وأنت في ضيافتنا، وهللّ ورحب به، وطلب البخور، على عادته رحمه الله ، فقال الرجل : نريد أن نجلس معكم! قال الشيخ: حياكم الله.. حياكم الله! فقال الرجل: يا شيخ نتغدى عندكم اليوم! فقال الشيخ: حياكم الله اليوم كل يوم!! ثم قام الشيخ إلى الصلاة وهو يقول: حياكم الله اليوم وكل يوم .. يرددها !!!
41
في عام 1417هـ ، حين سافر رحمه الله إلى الطائف، ودخل في مسكنه، فلم يفد إليه الناس! الأبواب مفتوحة والناس لم يفدوا إليه!! فالشيخ تعب من هذا الموقف وضاق صدره! وسأل لماذا الناس لا يأتون ؟ فقالوا له : إن الناس ما علموا أنك أتيت، والذين علموا أرادوا أن ترتاح يوم أو يومين أو ثلاثة، ثم يأتون، قال الشيخ : لا، لا، اذهبوا، وأمر من عنده أن يخرجوا إلى السوق وإلى الجيران ويخبروهم بأن الشيخ موجود، وأنه سوف يغديكم هذا اليوم!! يدعو الناس كلهم!
42
بل إن الشيخ رحمه الله تعالى في طعامه لا يأكل إلا مع الفقراء! دائماً في سفرته لا يأكل إلا مع الفقراء!! حتى ضاق ذرعاً بعض الأغنياء والوجهاء وقالوا لمن حول الشيخ : كلموا الشيخ بأننا نريد الشيخ أن يجعل طعام للفقراء، وأن يجعل طعام للخاصة ونجلس معه، ونتحدث معه ! فغضب الشيخ رحمه الله تعالى لذلك غضباً، ثم قال : الذي لا يعجبه وتأبى نفسه أن يأكل مع الفقراء ليس بمجبور! ما جبرنا أحد، يخرج يأكل مع أهله، أما أنا فلن أغير من طريقتي شيئاً !!
43
الشيخ رحمه الله تعالى لا يأكل طعامه لوحده أبداً . ثم إن الشيخ يربي أهله على الكرم أيضاً . فقد جاء مجموعة من النساء من أقارب الشيخ للسلام عليه، ودخلوا في صالة النساء وجلسوا، ثم إن الشيخ جاء من صالة الرجال وسلموا عليه، ثم لما أراد أن ينصرف أوصى زوجته أن تكرمهم، وأن لا يذهبوا حتى يأكلوا الغداء!
44
الشيخ كما يقال عنه: أبو المساكين!! تعرفون أنه في السنة الأخيرة ما حج الشيخ، لتعبه ما حج، فجاء رجل من خارج البلاد إلى مخيم الشيخ رحمه الله ، فسأل وقال: أين الشيخ ؟ فقالوا : الشيخ لم يحج هذه السنة، لكن الشيخ أوصانا بأن نلبي جميع احتياجات الناس! كل من سأل عن الشيخ وكان له حاجة نلبيها، قال: لا، أنا أريد الشيخ ، أنا أريد أبو المساكين! ورجع ولم يخبرهم بحاجته، لأنه يريد أن يخبر الشيخ شخصياً لمعرفته قدر الشيخ رحمه الله .
45
دعي إلى مركز إسلامي، وكان هذا المركز متعدد الأدوار، فطـُـلـب من الشيخ أن يصعد إلى الدور العلوي! فصعد الشيخ، ثم لما نزل، كأنه اتضح عليه بعض التعب، فقيل له في ذلك، قال: لا، أليس هذا في سبيل الله؟! أليس هذا في سبيل الله؟!!
46
الشيخ بدأ التدريس في سن مبكر من عمره، بدأ التدريس في سنة 1357هـ، وقد ولد في الثلاثين، كما ذكر ذلك هو رحمه الله في مجموع الفتاوى في المجلد الثامن.
كان يحضر الدرس قديماً بلا قائد، لأنه لم يكن له أحد يقوده ، كان يحضر درس الفجر ولا يفوته أبداً، مع أنه لم يكن له قائد ثابت، فمرة يقوده أحد عماله أو من يكون في الشارع أو أحد أقاربه أو جيرانه أو طلابه، المهم هو: أن لا يتوقف على قائد يقوده، هو يحضر للدرس، إن جاء أحد يقوده أم لا، حتى عام 1413هـ حينما أنعم الله على إبنه أحمد فلازمه إلى وفاته يقوده رحمه الله تعالى.
47
لما جاء الشيخ ليتزوج في القصيم، جاء والكتب معه، وكل من استضافه يقرأ، حتى في وقت الزواج يقرأ عليه، وألقى محاضرة في ثانوية بريدة!
48
في أحد الأيام ــ وإن كان فيه نوع من الفكاهة ــ قـُـدم للشيخ كأس عصير، فشربه، فلما شربه أعطوه الكأس الثاني، قال الشيخ لا أجد له مسلكاً، فأصروا على الشيخ، فشربه،فلم اشربه قال :صبّواثالث . يريد أن يوتر حتى في شربه رحمه الله تعالى .
49
وفي مرضه الذي مات فيه، إذا أرادوا أن يلبسوه الحذاء والجوارب، فإن غلطوا وألبسوه اليسار رفض وأبعد رجله، حتى يبدأوا باليمين
50
تَقَصُّد الوتر في كل شيء، ومن اللطائف في ذلك أنه كان محباً للتمر، وكثيراً ما كان يسألني إذا كان يتناول تمراً فيقول: كم تناولتُ من تمرة ؟ فإذا عددت النوى قلت له على سبيل المثال: ستاً، أو ثمانياً فيزيد واحدة، وإن كان وتراً اكتفى به أو زاد اثنتين وهكذا. .
51
وأذكر أن شخصاً عطس بجانبه فلم يحمد الله، فبادر بعض الحاضرين إلى تشميته، فقال سماحة الشيخ×: وهل حمد الله حتى تشمتوه ؟.
52
يرى أن السنة عند التلاقي المصافحة إلا إذا قدم أحد المسلمين من سفر، ويقول: يقول أنس: كان أصحاب رسول الله"إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا". وقد رأيت شخصاً سلَّم على سماحتهوعانقه، وهو لم يَقْدُم من سفر، فقال له سماحة الشيخ: السنة المصافحة، فقال الشخص: أنا أحبك يا شيخ، فقال سماحته: السنة مُقَدَّمة على حبك.
53
_ كان يذهب إلى المسجد ماشياً لما كان إماماً في الجامع الكبير، والمسافة بين منزله والمسجد كانت تقرب من الكيلو متر. ولما كان في المدينة النبوية، كان يذهب من منزله إلى الحرم ماشياً، مع أن بيته يبعد عن الحرم مسافة كيلو ونصف تقريباً.
54
كان هو الذي ينبه أولاده، والعاملين لديه في بيته لصلاة الفجر. وقد ذكر لي أنه يتصل على أحد عشر رقماً؛ لإيقاظهم للصلاة، وإذا رد عليه أحد منهم، سلم عليه سماحةُ الشيخ، وقال: الحمد الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور.
55
صلى الجمعة في الحرم المكي في يوم من الأيام، فقرأ إمام الحرم بعض سورة الغاشية في الركعة الأولى، وباقيها في الركعة الثانية، فنبَّهه سماحة الشيخ، وقال: الأولى أن تقرأ الأعلى في ركعة، والغاشية في ركعة، هكذا السنة. فقال إمام الحرم: أنا أعلم ذلك، ولكن لما نظرت إلى الناس، وقد اشتد عليهم الحر رأيت التخفيف عليهم. فقال سماحة الشيخ: ولو ! هذه هي السُّنَّة.
56
كان من عادة سماحته في كل موسم حجٍّ أنه يحج معه أعداد كثيرة من الرجال والنساء، وأغلب هؤلاء من الفقراء وغير السعوديين؛ فكلُّ مَنْ طلب من سماحته الصحبة، أو أوصى من يستأذنه فيها قال: حياه الله، ولا يسأل عمن سيذهب معه، ولا عن عددهم، ولا عن ضيق المكان، ولا عن سعته. وكان عدد الذين يحجون مع سماحته، ويرافقونه في مخيمه ومقر إقامته في الحج_يقدر بـ 800 حاج. وكان عدد الرجال والنساء الذين يقدم لهم الطعام في منى وعرفة يتراوح ما بين 800 إلى 1000 حاج. وليس العجب من هذا، وإنما العجب أن يكفيهم طعام أُخذ فيه حساب 500 شخص، ولكن البركة في طعامه ظاهرة للعيان، يشهد بذلك من وقف عليه؛ وكلما زاد العدد ظننا أنه لن يكفيهم، ومع ذلك يكفيهم ويبقى منه شيء. أما عدد الذين يتناولون طعام الغداء مع سماحته في مكة فيتراوح عددهم ما بين 300 إلى 400. ولا أعلم أن الطعام الذي قدم إليهم لم يكفهم. كان المرافقون لسماحته يضيقون ذرعاً من كثرة الآتين، ومن ضيق المكان، ومن خشية الحرج؛ فكانوا يعانون من ذلك معاناة شديدة؛ إذ يريدون التوفيق بين رغبة الشيخ ومنهجه في استقبال الناس، وعدم رده أحداً منهم، وبين القيام بحق الوافدين إليه مع ضيق المكان وكثرة العدد. فإذا قلنا لسماحته: يا سماحة الشيخ ! كل يرغب في الحج معكم، سواء من داخل البلاد أو خارجها، وأنتم تعلمون أن السيارات لا تكفي، وأن المكان المخصص لكم لا يكفي_قال: الله المستعان، ما هي إلا ساعات وينتهي كل شيء، اصبروا، واحتسبوا، وأبشروا بالأجر الجزيل، وما يدريكم لعلنا لا نحج بعد عامنا هذا، ستتيسر الأمور، وينتهي كل شيء على ما يرام. كان سماحته يحرص كل الحرص على مراعاة مشاعر ضيوفه، وكان كثير السؤال عنهم، كثير التوصية بهم، وكثيراً ما يقول للموظفين معه: ارحموهم، لو وجدوا غيركم ما أتوا إليكم. كان عدد الصحون التي تقدم فيها المائدة في العادة، يتراوح ما بين أربعين إلى خمسة وأربعين، وقد تصل إلى خمسين. وإذا وضعت المائدة تسابق الضيوف إلى مائدته الخاصة مع أنها لا تتميز عن غيرها، إلا أنهم يحرصون على القرب من سماحته، ويزدحمون حولها، وإذا قيل لهم ابتعدوا، أو منعوا من ذلك قالوا: نحن نحب أن نأكل مع سماحة الشيخ، نحن نريد أن نراه، ونسمع كلامه، ونأنس بقربه، ويقولون: ارحمونا، أنتم ترونه دائماً، ونحن هذه فرصتنا. أما سماحة الشيخ فيرحب بهم، ولا يرضى بأن يساء إليهم، ولا يقوم حتى يسأل: هل انتهوا؛ خشية أن يعجلهم إذا قام مبكراً، وكان دائماً يسأل خاصته: عسى مانقص عليهم شيء ؟ عسى الذي وُضِع لهم كفاهم ؟ كم عدد الصحون ؟ فإذا قيل له: كفاهم وزيادة، تهلل وفرح، وقال: التمسوا بعض الفقراء، وأعطوهم بقية الطعام. ولم أسمع منه كلمة فيها شيء من الفظاظة، أو الغلظة بل يظهر للفقراء والمساكين الفرح، مع أن بعضهم يزاحم الشيخ في مكانه، وربما أخذوا اللحم أو الفاكهة من بين يديه، وهو لا يتكلم كلمة واحدة، ولا يقوم من مكانه حتى يقال له: انتهوا من الطعام. وإذا قاموا من الطعام رفعوا أيديهم يدعون لسماحته، ومما يقولونه: نسأل الله أن يجعلك تأكله من ثمار الجنة، غفر الله لك، ولوالديك. لا فرق عند سماحته بين الفقير والغني، والشريف والوضيع، والسفير والوزير؛ فهم يجتمعون جميعاً على المائدة، وكل من أكل مع سماحته جعل يلتفت هنا وهناك ينظر في وجوه الناس على تباينهم، واختلاف ألسنتهم، ومراتبهم، وألوانهم فهذا عربي، وهذا أعجمي، وهذا أسود، وهذا أبيض، وهذا من قريب، وهذا من بعيد. وفي أحد الأيام قال له أحد الحاضرين ممن يعرف سماحة الشيخ: يا شيخ بعض هؤلاء لا يعرفون أدب الأكل، ولا يَحْسُن الجلوس معهم؛ فلو انفردت عنهم، وأرحت نفسك من هؤلاء؛ فقال سماحة الشيخ : أنا الذي وضعت الطعام لهم، وهم جاءوا إليَّ، وراحتي بالأكل معهم، والرسول"كان يأكل مع أصحابه ومع الفقراء حتى مات، ولي فيه أسوة، وسوف أستمر على هذا إلى أن أموت، والذي لا يتحمل ولا يرغب الجلوس معهم نسامحه، ويذهب إلى غيرنا. والعجيب في الأمر أن هذه الأعداد الكبيرة المتباينة تنتظم أمورهم، ويحملهم المكان المعد لهم، وتنقلهم السيارات التي خصصت لنقلهم، وينتظم أكلهم، وشربهم، ونومهم، ووضوؤهم، وصلاتهم، وخروجهم، ودخولهم. وسر ذلك_والله أعلم_هو صلاح نية هذا الرجل الإمام_ولا نزكي على الله أحداً_. والعجيب_أيضاً_أن الإمام ابن باز يعيش معهم وبينهم، وكأنه واحد منهم، لا فرق بينه وبينهم، ولا يتميز عنهم بالطعام، أو السيارة التي تُقِلُّهُ وتتنقل به بين المشاعر. وقد عرض عليه بعض المسؤولين عن الحج، أن يُجعل لسماحته موكبٌ خاص، وسيارات رسمية تفك الزحام إذا دعت الحاجة لذلك، فامتنع سماحته، وقال: نسير مع الناس فإذا وقفوا
وقفنا واذا ساروا سرناولا نسمح بتخصيصنا بشئ
منقوووول
*********
| |
|
ابو مصعب الرفشاوي مشرف عام
عدد المساهمات : 1046 تاريخ التسجيل : 06/09/2011 الموقع : ابو مصعب الرفشاوى
| موضوع: رد: قصص قصيره عن الشيخ ابن باز السبت أكتوبر 29, 2011 1:02 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يـــــــــــــالله ما اروع ما خطت وجادت به يداك اختنا عن هذا الشيخ الجليل
واين نحن من مثل عمله البار ... الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ... آمين
ويارب اعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك وتقبل منا أعمالنا وارزقنا الإخلاص في القول والعمل ... اللهم آمين
الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمك الله رحمة واسعة
شيخنا رحلت وتركت لنا سيرتك العطرة والزكية
نسال الله أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يجمعنا بك في جناته جنات النعيم.. اللهم آمين
رفع الله قدرك أختنا وجزاك الله خيرا على المواضيع المتميزة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
اضواء الخير مشرفه عامه
عدد المساهمات : 2051 تاريخ التسجيل : 22/10/2011
| موضوع: رد: قصص قصيره عن الشيخ ابن باز السبت أكتوبر 29, 2011 7:16 am | |
| اللهم آمين
جعلك الله تعالى من السائرين على درب هؤلاء الأئمة
الصالحين المتقين ونفع بك الإسلام والمسلمين
وجعلك الله تعالى ممن أحبهم كما ورد فى الحديث القدسى
ما قال فيه رب العزة
وأحب الشيخ الطائع وحبى الشاب الطائع أشد
شكراً لمشاركتك
جزاك الله خيراً
| |
|