أ[size=24]ظهرت دراسة ألمانية جديدة أن العرق الذي يفرزه الجسم
في الطقس الحار, يحتوي على عامل قوي مضاد للجراثيم
قد يمدّ يد المساعدة في الحرب ضد الميكروبات والأمراض الانتانية
التي تسببها إفرازات جسم الإنسان.
وقد تمكن الباحثون من رصد وعزل الجين المسؤول عن هذا المركب البروتيني
المعروف باسم (ديرميسيدين) الذي يوقف الإصابة الجرثومية بصورة مبكرة,
فيكون العرق بهذه الطريقة أول خطوط الدفاع الطبيعية ضد العوامل المرضية.
وأوضح الباحثون في جامعة إبيرهارد-كارلس في مدينة توبينغن الألمانية,
أن هذا البروتين يُصنّع في الغدد العرقية في الجسم ويفرز مع العرق
ثم ينقل إلى سطح الجلد, مشيرين إلى أنه أول عامل مضاد للميكروبات
تنتجه الخلايا في الجلد البشري بصورة دائمة تم اكتشافه,
مما يعني أنه يقدم حماية ثابتة ومستمرة ضد الكائنات الدقيقة الغازية.
ولاحظ هؤلاء في دراستهم التي نشرتها مجلة "الطبيعة لعلوم المناعة"
أن بروتين ديرميسيدين كان نشطاً ضد أنواع مختلفة من البكتيريا,
كالمكورات المعوية وإي كولاي, التي تعيش بصورة طبيعية في الأمعاء,
ولكنها تلوث الجروح والطعام وتسبب المرض,
تشير الاكتشافات إلى أن العرق البشري يحتوي على مركب مضاد للميكروبات
يلعب دوراً في حماية الجلد من الجراثيم,
ويؤكد العلماء أن الجلد والعرق ينتجان مضادات حيوية
تكافح الالتهابات، وفي الدراسة الألمانية الجديدة تبين أن العرق
لا يسهم فقط في تنظيم حرارة الجسم وإنما يشكل كذلك خط دفاع
أولي لمكافحة الالتهابات الناجمة عن البكتيريا والفطريات,
كما يتولى الجلد أيضا إنتاج مضاداته الحيوية الخاصة للغرض نفسه.
لاحظ الباحثون بعد تنمية سلالات بكتيرية من نوع "سودوموناس
التي تعيش في الرئتين عند المرضى المصابين بالتليف الكييسي
على شرائح زجاجية, أن البكتيريا تضاعفت وتكاثرت,
ووصلت أعدادها للملايين خلال أسبوع واحد,
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم:
بالفعل لا نستطيع أن نعدّ نعم الله عز وجل، لأن العلم في كل يوم يكشف
عن فوائد جديدة لم نكن نشعر بها من قبل.
فقد يقول قائل: ما فائدة التعرق والدموع وغيرها مما يفرزه الجسد،
والدراسات تبين الفوائد العديدة لهذه الإفرازات.
وكأن هذا الجلد مسخر لخدمتنا.
ومن هنا ندرك معنى جديداً لقوله تعالى:
(وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[الشورى: 13].
وأهمس في أذُن كل من لا يؤمن برسالة الإسلام وأقول:
هذا الجلد سخره الله لحمايتك من الحرارة والجراثيم والفيروسات
سؤالي لك: أفلا تؤدي حق الله في هذه النعمة العظيمة؟
هل تحافظ على هذا الجلد فلا تمس شيئاً حرمه الله عليك؟
وهل تحفظ هذا الجلد فلا ترتكب فاحشة أو ذنباً يُغضب المولى تبارك وتعالى؟
ثم بعد ذلك فإن هذا الجلد الذي كان يدفع عنك أذى الجراثيم في الدنيا
سيكون سبباً في تذوقك للألم والعذاب والذل،
لنتصور معاً هذا المشهد حيث يصور لنا الله نتيجة كل من يستكب
ر ويكذب بالله وبرسوله، يقول تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ
بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 56
. وهذا أكبر أنواع العذاب أن يبدَّل الجلد باستمرار ليبقى العذاب مستمراً.
[/size]