يا عازماً على الصداقة :

يا عازماً على الصداقة :

إنك وبكل اختصار لن تجد كمال السعادة والرضا فيمن حولك لحكمة أرادها الله ولذلك كم منا من كانت له خطط عائلية ومشاريع تجارية وصداقات اجتماعية قد بنى لها أهدافاً وطموحات مستقبلية وكان ذلك كله على حساب الروح وطمأنينة النفس فأراد الحكيم العليم أن يعالج أمرنا لما فيه خير لنا فطبع النقصان على كل شيء حتى لا يحصل لك التعلق بأي شيء فالموفق هو من ترك ما سواه وأنس وسعد به سبحانه حينما يكون قد حقق الصداقة مع النفس وقد وذكر الإمام ابن الجوزي في كتابه الرائع(صيد الخاطر) ما نصه :
( رأيت نفسي تأنس بخلطاء نسميهم أصدقاء فبحثت التجارب عنهم فإذا أكثرهم حسّاد على النعم وأعداء لا يسترون زلة ولا يعرفون لجليس حقاً ولا يواسون من مالهم صديقاً فتأمّلت الأمر فإذا الحق سبحانه يغار على قلب المؤمن أن يجعل له شيئاً يأنس به فهو يكدّر عليه الدنيا وأهلها ليكون أنسه به ) .
يا صاحب النفس الجميلة :
إن صداقة النفس هي بمثابة درع واقي من الضربات الخارجية ففي اللحظة التي تشعر بأن الآخرين سينسجون حولك خيوط الهم أو سيلقون عليك شباك الغم اهجرهم بعيداً لبعض الوقت حيث تكو ن سعادتك وأنسك وسرورك وسلواك مع نفسك الجميلة التي عقدت
معها الصداقة سلفاً .
عندها فقط يكون لديك مساحة واسعة لقبول تجاوزات الآخرين ووضعها في الحجم الطبيعي لها .. وعندها فقط يقل لديك مستوى التوتر والقلق ولطالما تأمّلت المثل الصيني القائل : ( لن تستطيع أن تمنع طيور الهم من أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشعش في رأسك ) .
أيها الأصدقاء :
الناس من حولنا كثير لكننا لا ندري أيهم أقرب إلينا نفعاً فالناس مشارب واتجاهات وأفكار وأراء وقد يسر الله كل لما خلق له وعلى هذا فلا نؤمل عليهم كثير بل نحسن الظن .. ونقبل الحسن.. ونتجاوز عن ازلل.. بهذه النظرة و الواقعية والبعد عن المثالية نكون قد صنعنا السلام مع أنفسنا أولا ومع الآخرين ثانيا.

قال الشيخ على الطنطاوي في كتابه( صور وخواطر):

(كنت كسائر الناس أفزع من الوحدة وأحسن ثقلها على وأحاول آن منها.. وما يكون في وحدة من يراقب الله ويحس بأنه معه يسمع ويرى ويتوجه اليه بالدعاء بلسانه وبقلبه يسأله ما دق وجل معتقداً أن كل شيء بيده وإنه لم يعطيه ما طلب أعطاه خيراً منه والدعاء بهذا المعنى عبادة بل هو العبادة كما جاء في الحديث الصحيح وغدوت منفرداً عن الناس وأنا منغمس بينهم).
نعم تلك هي الصداقة التي تغني.. أن تكون منفردا عن الناس وأنت منغمس بينهم..
ياصناع القرار الشجاع:
إذن دعونا ننطلق ركضاً في سباق مارثوني نحو مصادقة أنفسنا وكما هو معلوم أن ذلك السباق فيه من التعب و العناء الشيء الكثير لكنك عند الفوز سيذهب منك ذلك العناء .

...................

موضوع عجبنى فنقلته لكم

» .اجمل ما قيل عن الصداقة
» أقوال رائعة عن الصداقة