[color=blue][size=24]فضل القرآن الكريم
الشيخ الطبيب محمد غسان جزائري
أيها المؤمنون : اتقوا الله رب العالمين ، واعلموا أن الله مطلع عليكم ، ناظر إليكم ، شاهد عليكم ، وأن أعمالكم وحركاتكم تحصى عليكم ، وتكتب في صحف تنشر لكم يوم القيامة ، فاحذروا أن يدون الكتبة عليكم ما تخجلون من قراءته ، يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً .
إن من كلام الله تعالى قوله مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)) الجمعة.
يا مؤمن :
هل أرشدك إلى شهادة هي أعظم من كل شهادات الدنيا؟
هل أنبئك عن عمل يجعل الملائكة يحيطون بك من كل جانب؟
هل أحدثك عن عمل يجعل منزلتك في الفردوس الأعلى من الجنة؟
هل أخبرك عن عمل يشفع لك عند الله؟
هل أدلك على أمر يجعلك من أهل الله تعالى؟
تعالوا لأحدثكم عن فضائل القرآن وعظمته.
إن شئت أن تعقد على أصابعك فاعقد، وإن شئت أن تعد بلسانك فاعدد.
أولاً- فضائل القرآن الكريم:
1- أخرج النسائي وابن ماجه والحاكم والبيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن لله تعالى أهلين من الناس ، قيل من هم يا رسول الله ؟ قال أهل القرآن ، هم أهل الله وخاصته ).من هم أهل القرآن؟ ومن هو صاحب القرآن؟أهم حفاظ القرآن فقط ؟ لا. بل ربما كان حافظ القرآن ليس من أهل القرآن ! أهل القرآن هم الذين : تعلموا تلاوة القرآن - واظبوا على التلاوة وتدبرها- علموها الناس- ثم بعد ذلك طبقوا وعملوا بما في تلك الآيات. فالذين لا يتعلمون تلاوة القرآن ليسوا من أهل القرآن ولا من أهل الله،والذين يهجرون القرآن ولا يقرؤونه ليسوا بأهله. والذين يتعلمون التلاوة ولا يعلمونها الناس ليسوا من أهل القرآن ولا من أهل الله.
والذين يتعلمونه ويعلمونه ويواظبون على تلاوته ولا يعملون به ليسوا من أهل القرآن ولا من أهل الله ، قال تعالى: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)) فاطر.
2- عثمان بن عفان - رضي الله عنه - :أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : ( خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه ). أخرجه البخاري، وزاد الترمذي: قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي: ( فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا) وعلَّم القرآن في زمن عثمان، حتى بلغ الحجاج بن يوسف.
أخرج مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ فَقَالَ : أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فيأتيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كوما وين في غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ ؟فقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ. قَالَ : أَفَلاَ يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمَ أَوْ يَقْرَأَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلاَثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ.
3- القرآن الكريم يشفع لصاحبه يوم القيامة . عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يقول : ( اقْرَؤُوا القُرْآنَ ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ) رواه مسلم .
4- وعن النَّوَّاسِ بنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، يقولُ : ( يُؤْتَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِالقُرْآنِ وَأهْلِهِ الذينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنْيَا تَقْدُمُه سورَةُ البَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا) رواه مسلم .
5- عَبْد اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ ، فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ ، وَلكَنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلاَمٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرفٌ). أخرجه الترمذي.
6- فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه. وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أجْرَانِ) متفقٌ عَلَيْهِ .
7- القرآن يرفع صاحبه. عن عامر بن واثلة رحمه الله أَن نافع بن عبد الحارث لَقي عمرَ بِعُسْفان، وكان عمرُ استعمله على أهل مكة، فقال: مَن استعملتَ على أَهل الوادي؟ قال: ابنَ أَبْزَى ، قال: ومَنِ ابنُ أَبْزَى؟ قال: مولى من موالينا، قال: فاسْتَخْلَفتَ عليهم مولى؟ قال:إِنَّهُ قارئ لكتاب الله عز وجل،وإِنَّهُ عالم بالفرائض، قال عمر: أَمَا إِنَّ نبيَّكم صلى الله عليه وسلم قد قال: ( إِن الله يرفع بهذا الكتاب أَقواما، ويضع به آخرين ).. رواه مسلم
8- صاحب القرآن يرتقى في درجات الجنة بقدر ما معه من القرآن.عن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا ) . أخرجه أَبُو داود والترمذي.
9- القرآن يقدم صاحبه عند الدفن :حديث جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد. رواه البخاري.
10- نزول الملائكة والسكينة والرحمة للقرآن وأهله :حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلوون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). رواه مسلم.
أخرج الإمام أحمد في مسنده ، أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه فقرأ ثم جالت أخرى فقرأ ثم جالت أيضا فقال أسيد فخشيت أن تطأ يحيى يعني ابنه فقمت إليه فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها ، قال : فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل اقرأ في مربدي إذ جالت فرسي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ بن حضير ، قال: فقرأت ثم جالت أيضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ بن حضير ، فقرأت ، ثم جالت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ بن حضير ، قال : فانصرفت وكان يحيى قريبا منها فخشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الملائكة كانت تستمع لك ولو قرأت لأصبحت رآها الناس لا تستتر منهم .
11- صاحب القرآن يلبس حلة الكرامة وتاج الكرامة :حديث أبى هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ) ، صحيح الجامع الصغير
12- استماع الله تعالى لمن يتغنى بالقرآن. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أذِن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن). متفق عليه[/color][/size]