بسم الله الرحمن الرحيم أحياناً يحس الفرد منّا بالرغبة في البُكاء، نعم البُكاء كالطفل الصغير الذي يبحث عن حضن أمه الدافئ أو يبحث عن غذائه أو يبكي لأنه يتألم. إن الطفل يعبّر عن ما يريد بالبكاء
فالبكاء نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان سواءً الكبير أو الصغير . فالكبير يبكي عندما يفقد عزيز أو يفارق صديق أو يغدر به من كان يظن أنه نعم الرفيق . إذاً لا عيب في البكاء , لا عيب في أن يبكي الكبير فيغسل همه وحزنه ويريح نفسه . إن البكاء لا يدل دائماً على الخوف أو الضعف ، فقد يعبر من خلاله الفرد عن ما يحس به أو ما يعانيه في حياته من أزمات ونكبات.
منظر مألوف حين ترى المرأة تبكــي ؛ فالكلمة تجرح مشاعرها فتبكي , والعبارة تهز وجدانها فتبكي ,بالإضافة إلى ذلك فهي مخلوق ضعيف من الناحية الجسمية لذا قد تستخدم البكاء للدفاع عن النفس.
قد يبكي الإنسان حين يجرح بقول أو فعل من إنسان يحبه يستطيع أن يرد له الإساءة بالمثل ولكنه لا يصنع ذلك لأنه يحبه فيبكي . الإنسان منا يبكي كل لحظة ألم أو حزن وكذلك هناك لحظات فرح ولحظات سعادة تجعلنا نبكي فتذرف الأعين دموع الفرح. وبعد هذا البكاء يحس الفرد براحة نفسية كبيرة. حينما نرى إنسان يبكي نعلم أن الإنسان كائن ضعيف مهما وصل من منصب أو مكانة . ولكن هل من المألوف أن نرى رجلاً يبكي ؟ لا أدري ولكن قد يبكي الإنسان مئات المرات في داخله ولا يشعر به أحد .
أغلى الدموع و أطهرها وأشرفها ، تلك الدموع التي تذرف من خشية من الله وخوف من الله وشوق للقاء الله . دموع تغسل القلب فتجعله نقياً وتغسل النفس فتجعلها طاهرة وتغسل الروح فتجعلها تحلّق في أعالي الجنان لجسد مازال في هذه الدنيا .عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: (( لا يلج النار رجل بكى من خشية اللَّه حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل اللَّه ودخان جهنم )) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح